بريد التواصل: mostalahiyat@gmail.com / amounaoudghiri1@gmail.com

أسماء الأعلام التأثيل والدلالة والمعنى. ترجمة: خالد اليعبودي

تعتبر مسألة تحديد معاني أسماء الأعلام إشكالية شائكة، والدليل على ذلك أن العدد الكبير من التصانيف والمقالات التي خصصت لهذا الموضوع في اللسانيات وفي حقوق علمية أخرى كالمنطق وعلم النفس وعلم الجناسة (Ethnologie). والواقع أن دراسة أسماء الأعلام – خلافا لبعض الموضوعات الخاصة في اللسانيات من قبيل: التعدية والصرفة – تتصل عمليا بكل العلوم الإنسانية، ما يفرز مزيجا من التسميات تقترن باستعمال مصطلحات بمعاني مختلفة، بل متباينة. يتوضح عبر بسط نظريات معاني أسماء الأعلام بأن الكثير من هذه النظريات لا تمت بصلة للسانيات، وبأن الاشتراك الحاصل بينها مثار سوء تفاهم بين الباحثين: ذلك أن الكثير من الجدالات التي قامت في موضوع معاني أسماء الأعلام ودلالاتها الإيحائية ليست في نهاية المطاف سوى إشكالات مصطلحية. يبدو من الضروري بغاية بلورة دراسة لسانية هادفة تبني مقاربة مستقلة عن التأثيرات المهيمنة لتخصصات أخرى، بذلك نؤكد أن التمييز بين أبعاد ثلاثة (التأثيل والدلالة والمعنى) أساسي في دراسة أسماء الأعلام، كما أنه أساسي كذلك في أجناس خطابية أخرى. حفزني الاهتمام بأسماء الأعلام على قراءة أبحاث في الفلسفة التحليلية وفي علم الأناسة وفي علم النفس، بل وحتى أبحاث النقد الأدبي، فهي تخصصات تتطرق لاسم العلم بدرجات متفاوتة، ومن الواضح أنها لا تنظر إلى الموضوع من زاوية واحدة. تظل الإشكالية الأساسية على الرغم من اختلاف الرؤى كامنة في: مسألة معنى اسم العلم. فإذا كان المناطقة يجزمون بعدم اشتماله على معنى؛ فإن الباحثين في علم الجناسة يؤكدون على ثرائه الدلالي. بإمكاننا أن نعتبر أنهما موقفان يترجمان اختلاف زاوية النظر في كلا التخصصين، غير أن الواقع يؤكد وجود هذا الاختلاف بين أهل الاختصاص داخل ذات العلم. نقدم الدليل على ذلك من اللسانيات، لأنه بين موقف اللساني “بروندال” (Brondal)- الذي يتبنى وجهة نظر “استيوارت ميل” (Stewart Mill)- القائل بعدم توفر اسم العلم على معنى وموقف اللساني “بريال” (Bréal) الذي يؤكد على أن اسم العلم أكثر ثراء من معنى الاسم العام توجد فجوة عميقة، مع أن الأدلة التي يقدم كل منهما مقبولة. فمن الواضح أن الشخص المسمى “كريم” ليس بالضرورة كريما، كما أنه في المقابل كل شخص يسمى “ناصر” لا صلة له ب “الناصرية”. تخفي هذه الجدالات المتكررة نمطين من الإشكالات المصطلحية: إذ يدرج الدارسون تحت اسم “المعنى” ثلاثة عناصر متباينة: “التأثيل” (Etymologie) (أو التعليل (Motivation) ضمن المنظور التزامني)، و”الدلالة” (Signification)، و”المعنى” (Sens). نسجل أيضا توالد مصطلحات متعددة ضمن هذا الجدل: “المعنى” (Sens)، “الدلالة” (Signification)، “الإحالة” (Référence)، “التعيين” (Désignation)، “المحتوى” (Contenu)، “المحتوى الإخباري” (Contenu informatif)، “الدلالة الماصدقية” (Dénotation)، “المعاني الإيحائية” (Connotations)، “المعنى المفهومي” (Intension)، “المعنى الامتدادي” (Extension)، الخ. تتعدد هذه المصطلحات إلى درجة التداخل أحيانا والتقابل أحيانا أخرى، ويصعب عندئذ إيجاد أرضية للتوافق بشأنها. لا مجال هنا للتأكيد – وفق رؤية المدرسة النمساوية في المصطلحية- على أهمية تقييس الكتابة العلمية. نشير فقط إلى أن الكثير من مشاكل الفهم تنتج عن هذا اللبس: هناك اشتراك بين مصطلحي “معنى” و”دلالة”، وإذا تعذر حذف المصطلحين؛ يلزم على الأقل الوعي بوجود هذا الاشتراك. وسنرى فيما يأتي ما المقصود بمصطلح “معنى” في مختلف التخصصات، وسنكتفي بتوضيح أن التمييز بين “التأثيل” و”الدلالة” و”المعنى” يسمح برفع اللبس عن هذا الموضوع.

أسماء الأعلام التأثيل والدلالة والمعنى. بقلم: جان لوي فاكسلير PDF

التصنيفات: Uncategorized

Mostalah

الاهتمام بأوضاع المصطلحيين وانشغالاتهم المعرفية.

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.