مفهوم “الإنحاء”Grammaticalization. من إعداد: منتصر أمين عبد الرحيم
سلطت الورقة الضوء على إشراقات: مفهوم الإنحاء. وأوضحت الورقة أن “الإنحاء” يشير إلى تحول المفردة من المعجمية إلى النحوية، ويشير أيضاً إلى تحول المفردة من درجة نحوية معينة إلى درجة أعلى، ومن ثم تم تفريغ المفهوم إلى صنفين هما “الإنحاء الرئيسي” وهو التغير من عنصر معجمي إلى عنصر نحوي، والإنحاء الثانوي، وهو التغير من عنصر نحوي إلى عنصر أكثر نحوية. وأشارت الورقة إلى “كرستيان ليمان” والذي يري أن اللسانيات السامية الغربية لم تتأخر كثيراً في إدراك مفهوم الإنحاء، ودلل على هذا بكتاب “كارل بروكلمان” الأساس في النحو المقارن للغات السامية، الصادر سنة (1908م). واختتمت الورقة بالتأكيد على أن مفهوم الإنحاء كان حاضراً لدى النحاة العرب، وعليه فإن حديث “ليمان” السابق عن أن النحو العربي لم يستطع الإمساك بمفهوم الإنحاء يحتاج في سبيل تأكيده أو تفنيده إلى مزيد من البحث والتقصي، فإذا كان “بروكلمان” في مقاربته المقارنة لأنحاء اللغات السامية قد فطن إلى مفهوم الإنحاء، وغاب عنه مصطلحه، كما صرح بذلك “ليمان”، فإن “أبا حيان الأندلسي” في محاولته الرائدة تطبيق القواعد النحوية العربية على اللغة التركية، التي لم تخل من مواضيع عديدة قارن فيها بين اللغتين، ولم يغب عنه أيضاً مفهوم الإنحاء، وإن لم يسمه شأنه في هذا شأن “بروكلمان”.
0 تعليق