المقدس بين الأبعاد المفهومية والممارسات الشعبية. من إعداد: بن لباد الغالي
كشفت الورقة البحثية عن المقدس بين الأبعاد المفهومية والممارسات الشعبية، وذلك من خلال إيضاح أن المقدس يمثل بالنسبة للفرد السلطة الإلهية التي لها القدرة على الخلق والإبداع وبالتالي لا يمكن في أي حال اختراق القوانين التي سخرها الله لأجل بناء كون متجانس. وبدءت الورقة طارحة بعد من التساؤلات حاولت فيها الكشف عن كيف يتجلى المقدس في الحياة الشعبية، وما مفهوم المقدس المكاني في الثقافة الشعبية، وماهي العلاقة التي تربط المقدس بالمكان وما عناصر التكامل بين المخيال الشعبي والمكان المقدس، وماهي الظواهر التي يتجلى فيها المقدس الشعبي. وأجابت الورقة عن هذه التساؤلات من خلال الحديث عن المكان المقدس في المخيال الشعبي الجزائري، وبيان إنه من الصعب تناول المقدس كمصطلح أو ظاهرة للدراسة، نظراً لتلك الحساسية التي يفرضها المصطلح والتي ظلت مفروضة مدة زمنية طويلة على الباحثين والمفكرين الذين تناولوه بالدراسة. وأن كل المفكرين الذين درسوا المقدس ذكروا في بداية بحوثهم مدى الصعوبة التي عانوها في تناولهم لهذه الظاهرة وبخاصة حين يتعلق الأمر بالدنيوي، فنجد المقدس حين تجليه في الحياة الاجتماعية يحاكي سورة الخلق الأول وبالتالي لا بد لهذا المقدس من زمان ومكان يمثلانه ويضيفان عليه صفة “الحلول”. ثم انتقل للحديث عن طقوس البناء موضحاً أن من بين الظواهر الشعبية التي لا تزال سائدة في المجتمع الجزائري هي” طقوس البناء” حيث يقوم بها فرد واحد لأجل تشييد مكان للبناء، فحين المباشرة لعملية حفر الأساس يقوم صاحب البيت بذبح ديك أسود أو كبش أو نوع أخر من الأنعام كالبقر أو المعز على أساس البناء. واختتم المقال ذاكراً قول “لكلود ليفي ستراوس” الذي دفعنا إلى إعادة النظر في مركزية المكان المقدس وقوله وهو يجادل المفكر ملوف رغيف، حيث يقول ” أن وجود الأشياء المقدسة في أماكنها هو ما يجعل منها مقدسة؛ لأنها لو انتزعت من أماكنها، حتى لو فكرياً لتدمر نظام العالم بكامله” لذلك فالأشياء المقدسة تسهم في إبقاء العالم على نظامه باحتلالها المواضيع التي وضعت فيها”.
0 تعليق