علم النحو: السليقة والنشأة والمصطلح. من إعداد: أحمد قريش
لقد أرسي “الخليل” (ت 170ه) وتلميذه “سيبويه” (ت 180ه) حقائق متعلقة بعلم النحو صارت من البديهيات أو شبه ذلك. والنظرة المتمعنة والثاقبة في “الكتاب” تسمح بإدراك حقيقة أصالة النحو العربي ونقائه وقدسيته عند علمائه الأوائل الذين عاشوا في الفترة الأولي من الإسلام “أنه أنقي العربية عربية” وما يشير إلى قدسيته، هو نعت كتاب سيبويه أول كتاب نحوي بـ “قرآن النحو” وما رسخ هذا الفكر الأصيل والتصور الدقيق، والفهم العميق لطبيعة صناعة هذا العلم – عند أولئك النحاة – تلك الأسس والأصول التي قام عليها من جهة، والتوسع في موضوعاته والإلمام بمسائلة من جهة أخري، بالإضافة إلى كثرة العلماء الذين تعاطوه وخاضوا في دراسته والتأليف فيه، فأصبح بذلك يحتل مكانة متميزة في الثقافة العربية. والحاجة إلى تعلمه لأهميته أصبحت أكثر من ضرورة هذا ما تشير إليها تلك الرواية عن عمر بن الخطاب- رضي الله – عنه قال: “تعلموا النحو كما تتعلمون السنن والفرائض” فلم يكن عمر ليحث الناس على تعلم النحو ويشدد في ذلك حتى يشبهه بالسنن والفرائض، فصار من العلوم التي نالت قدرا كبيرا من الاهتمام والدراسة، وكثرت في شأنه المصطلحات منها ما تعلقت بالعلم ذاته أو ما شمله من قواعد.
0 تعليق