هل هناك نهاية للثورات المعرفية؟ جيروم برونر. ترجمة: بنعيسى زغبوش
على امتداد تاريخ علم النفس، لم تتوقف الثورة المعرفية عن إحراز التقدم. تبحث الثورة التي تجري حاليا عن تفسير كيفية توصل الأفراد إلى منح دلالات للعالم المعقد الذي يحيط بهم: لقد حان الوقت لفهم مختلف أشكال بلورة المعنى، إذ تم اقتراح أربع صيغ متمايزة لها. الأولى هي الصيغة بين الذاتية intersubjective، وتتعلق بتأسيس بين-الذاتية وتشكيلها والحفاظ عليها. والثانية هي صيغة إنجاز الفعل actionnel، وتتعلق بتنظيم الفعل. والثالثة هي الصيغة المعيارية normatif، وتدمج العناصر الخاصة في سياقات معيارية وتعبر عن نفسها من خلال فرض قيود على الصيغتين الأوليتين. تشترك هذه الصيغ الثلاث في كونها تابعة بشكل قوي للسياق. تعد المسردات -أو الحكايات-أدوات بامتياز تسمح بإرساء الصيغ الثلاث الأولى لبلورة المعنى في مجموعة أكثر تنظيما. يمكن اقتراح أن الصيغة الرابعة لبلورة المعنى، هي الصيغة القضوية propositionnel، وتهدف إلى جعل الصيغ الثلاث السابقة مستقلة عن السياق بإخضاعها للمراجعة وللتبريرات المنطقية.
0 تعليق